التطبيع الفني اوعى ....

من طرف **الجزار** الأحد نوفمبر 18, 2007 6:59 pm

التطبيع الفني
"خيانة مشروعة" في عالم النجوم

ضجة خطيرة أثارت عاصفة من الهجوم ضد عدد من الفنانين المصريين اشتركوا في أعمال فنية مع ممثلين إسرائيليين ، واتهمهم البعض بالترويج للتطبيع مع الكيان الغاصب ، وقوبلت تلك الظاهرة برفض قاطع من الفنانين ذوي الحس الوطني الذين تمسكوا بموقفهم الرافض للتطبيع مع إسرائيل بما يتماشى مع نبض الشارع المصري .

ولخطورة تلك الظاهرة تفتح شبكة الأخبار العربية "محيط" هذا الملف لنستطلع من خلاله موقف أهل الفن من قضية التطبيع، خاصة بعد الجدل الذي أثاره مطرب الأوبر المصري جابر البلتاجي في المعبد اليهودي بالقاهرة ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أعلن استعداده للغناء في تل أبيب مما أثار غضب عدد كبير من الجمهور.

محيط ـ دعاء حسن

ففي البداية التقينا بالمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الذي أكد لنا أنه من أكثر المطربين الذين يهاجمون إسرائيل مؤكدا "انا اول من فكَّر في وضع أغنية ضد اسرائيل لأني ببساطة "ما بحبش اسرائيل" ودائما ما أشير إلي ذلك في معظم أعمالي لأني فعلا بكره إسرائيل".

وأشار شعبولا إلي أن إسرائيل حاولت منع أغانيه بكافة الطرق وحينما فشلت قررت التصالح معي لكنها فشلت أيضا حيث "أنني رفضت دعوى من السفير الإسرائيلي بالقاهرة بناء على طلب من القنصلية من أجل فض خلافاته معها بسبب أغنية "2 عساكر" التي أثارت غضب وسخط السفارة "الإسرائيلية".

كذلك الحال بالنسبة لسعد الصغير الذي أكد لنا انه مثل كل المصريين ضد التطبيع وضد اسرائيل مشيراً إلي أنه تلقي خلال رحلته الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية، عرض مبلغ مالي ضخم مقابل إحياء حفل في إسرائيل ولكنه بالطبع رفض. وأوضح سعد انه يرفض الفكرة تماما كما انه يرفض مشاركة أي مغني إسرائيلي الغناء في أي مكان في العالم.

هذا ولم يقتصر الأمر علي سعد فقط بل رفض أيضا المطرب الشعبي أحمد عدوية إذاعة أغانيه على المحطات والقنوات الإسرائيلية التى اعتادت علي إذاعتها دون تصريح منه. بل قرر ان يتخذ الإجراءات القانونية ضد التلفزيون الإسرائيلي وإذاعة صوت إسرائيل للمطالبة بشكل عاجل لوقف إذاعة أغانيه. كما اكتشف عدوية تهريب مجموعة من اشهر أغانيه وألبوماته إلي إسرائيل دون إبداء أي موافقات من جانبه أو من جانب الشركة المنتجة.

سعد الصغير: رفضت الغناء في اسرائيل

وكان المطرب محمد فؤاد قد رفض عرضا مغرياً للغناء في إسرائيل مقابل 750 ألف دولار. وقال "لو دفعوا لي كل أموال الدنيا لن أفعلها.. وكيف أغني لهم وأنسي مذابح الأطفال والأبرياء والشهداء وقد غنيت للأقصي".

وأضاف" سوف أذهب إلي الأرض المحتلة بعد ذهاب الأوغاد عنها وإعلان دولة فلسطين، مؤكدا أن رجال أعمال يهوداً يطاردون نجوم مصر ليل نهار بأشكال غير مباشرة ولم يفلحوا في اقناعهم".

لا ولا للتطبيع

وصرح منير الوسيمي نقيب الموسيقيين لشبكة الأخبار العربية "محيط" أن النقابة موقفها صريح وواضح من هذه القضية وهو لا تطبيع غنائي مع إسرائيل ويجب علي جميع المطربين المصريين الانسحاب من أي حفلات بالخارج يتواجد بها مطربون إسرائيليون.

وهو نفس الموقف الذي تتخذه نقابة الممثلين حيث أكد د. اشرف زكي أن موقف النقابة واضح في رفض التطبيع شكلا وموضوعا، مشيرا إلي أن موقف الرفض هذا يسري علي كل الأعضاء بغض النظر عن أسماء النجوم. وبسؤاله حول قضية عمرو واكد الذي أثار جدلا واسعا بمشاركته ممثل إسرائيلي، أوضح أن التحقيق مازال جاريا ولو ثبتت إدانته فسيتم فعلياً شطبه من نقابه الممثلين.

كما صرح الفنان نور الشريف انه يرفض بالطبع فكرة التطبيع الإسرائيلي، معرباً عن دهشته مما يدعون للتطبيع مع إسرائيل التي تسفك دماء الأطفال والنساء فالشعوب العربية لم تكن يوما اشد كراهية لإسرائيل أكثر من اليوم .

عدو تاريخي

أما الفنان محمد صبحي فأعرب عن رفضه الشديد للتطبيع مؤكدا ان كل من ينادي بالتطبيع مع الصهاينة لا يقدر حق وطنه فالإسرائيليين لا يعرفون معني السلام ولا يعرفون سوي لغة الحرب.

وأكد الفنان عبد العزيز مخيون انه يرفض التطبيع بشدة فضلا عن انه يرفض كل من يدعون إليه فلكنا كمصريين وعرب ندرك أن إسرائيل عدو تاريخي لا يمكن بأي حال من الأحوال التفاوض أو التصالح معها، مشيرا إلي أنه طالب بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة خلال الحرب علي لبنان.

والفنان صلاح السعدني يؤكد أن موقفه من التطبيع ممثلا تماما لموقف الشارع المصري الرافض للتطبيع مع إسرائيل تماما، حيث نعتبر إسرائيل كيان اغتصب أرضنا وحقوقنا ويمارس أبشع ممارسات الإرهاب ضد شعبنا في فلسطين. بينما يري الفنان الشاب أحمد السقا أنه مصري ويرفض مثل كل المصريين والفنانين في مصر والعالم العربي التطبيع مع إسرائيل قائلا : " أنا باختصار بعشق تراب بلدي".

احمد السقا:أنا بعشق تراب بلدى

هذا ويتعدد مسلسل وقوع بعض الفنانين في شرك التطبيع مع الكيان الصهيوني ، التي كانت أخرها ما أثاره جابر البلتاجي في المعبد اليهودي بالقاهرة، حيث ترجع تفاصيل الواقعة إلي الدعوة التي تلقاها البلتاجي من قبل المعبد اليهودي من أجل الغناء للجالية اليهودية بمصر، حيث قدم أغنية للسلام وهي من تأليف صلاح جاهين مما أثار غضب أبناء الشاعر الراحل وعلي الفور قام الشاعر بهاء جاهين نجل صلاح جاهين، بالاتصال ببرنامج "البيت بيتك" الذي استضاف البلتاجي، بل وهدد بمقاضته في حالة استخدام غناء كلمات والده في إسرائيل.

سلطة بلدي

وأثيرت مؤخرا أزمة مشابهة خلال الفترة الأخيرة حيث أثار عرض الفيلم المصري "سلطة بلدي" للمخرجة نادية كامل جدلا واسعا خلال عرضه ضمن فعاليات مهرجان الشرق الأوسط الدولي الأول التي أقيمت الشهر الماضي في أبوظبي، حيث اتهم البعض مخرجة الفيلم بالترويج للتطبيع مع إسرائيل، بل وتم احالتها للتحقيق بنقابة المهن السينمائية مع وقف عضويتها، وحتى الآن لم تعلن النقابة نتيجة التحقيق.

وتحكي نادية كامل في فيلمها الوثائقي عن جدتها ماري نصف مسيحية إيطالية وتزوجت مسلما وكانت ماري شيوعية ومؤيدة قوية لحقوق الشعب الفلسطيني لذلك قطعت صلاتها بأقاربها اليهود الذين انتقلوا عام 1946 إلى فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني. ويسير الفيلم مع ماري في محطات حياتها إلى أن اتخذت قرارا لم يحظ بموافقة بعض أقاربها المسلمين في مصر عندما قررت زيارة أقاربها المسنين في إسرائيل. وتكشف صور ماري في الثلاثينيات والأربعينيات عن مصر متنوعة الأعراق والأديان بها إيطاليون ويهود ولبنانيون. ويظهر الفيلم كيف أن المجتمعات في الشرق الأوسط اضطرت إلى تبني حدود جديدة وواقع سياسي جديد مع قيام دولة إسرائيل عام 1948 وهو الأمر الذي مزق بعض العائلات.

وردا علي اتهام المخرجة نادية كامل بالتطبيع قائلة: "أنا لا أستطيع أن أتغاضي عن إنسانيتي لدي تناول المواضيع السياسية. أنا مسؤولة عن إنسانيتي". وأضافت: "لقد تكلم الذين التقيتهم في إسرائيل عن واقعهم اليوم وعبر ذلك كانوا يتكلمون عن الماضي. كان هناك الكثير من الحسرة في كلامهم، ولا يمكن ألا يكون هناك في ما قالوه شيء من الندم"، مشددة علي أن الفيلم يظهر زيارات عائلية 100% وليست سياسية.

اتهام عمرو واكد

ومازال التحقيق جاريا مع الممثل الشاب عمرو واكد لاتهامه بالتطبيع مع إسرائيل، وذلك لمشاركته ممثل إسرائيلي بطولة فيلم أميركي بريطاني يتناول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مما اثار سلسلة من الانتقادات الحادة ضده والتي وصلت لدرجة المطالبة بمقاطعة أفلامه وشطبه من النقابة.

وبرر واكد مشاركته هذه بأنه لم يكن يعلم بمشاركة فنان إسرائيلي في الفيلم الذي يحمل عنوان " بين النهرين" قبل توقيعه عقد العمل حيث كان الحديث يدور عن قيام فنان أمريكي أو بريطاني للقيام بدور صدام في الفيلم الذي تنتجه الـ هيئة الإذاعة البريطانية.

غضب وتطبيع الزعيم

كما تعرض أيضا الفنان عادل إمام لهجوم عنيف بعدما نشرت أحدي الصحف المصرية مقالا بعنوان "الزعيم يهاجم ثورة يوليو في مجلة إسرائيلية" مما أثار غضب الفنان عادل إمام الذي نفي هذا الكلام جملة وتفصيلاً مؤكدا اعتزازه بثورة يوليو ورجالها وإنجازتها وأنه لم يتحاور مع وسيلة إعلامية إسرائيلية من قبل، مشيرا إلي أنه ضد التطبيع مع إسرائيل وغالبا ما يشير إلي هذا الأمر في أفلامه وخاصة فيلم "السفارة في العمارة " الذي يعلن رفض المصريين للتطبيع، مؤكدا أنه رسالة لإسرائيل ولأي دولة تساندها حتى يفهموا حقيقة مشاعرنا.

وأثارت مشاركة الفنانة يسرا في منتدى "دافوس" بشرم الشيخ خلال العام الماضي، العديد من علامات الاستفهام، حيث صرحت آنذاك أن مشاركة إسرائيليين في المنتدى لا تحول دون حضورها ، مشيرة إلي "أننا لا بد أن نعترف بأننا مجبرون على التعامل مع الإسرائيليين حتى لا نضحك على أنفسنا، لأنهم إذا كانوا يمتلكون طوال الوقت القدرة على مواجهتنا، فالأحرى بنا أن نواجههم ونثبت لهم أننا الأفضل"، واعتبر البعض تصريحاتها هذه دعوة صريحة للتطبيع مع إسرائيل، بل واتهمها أحد أعضاء مجلس الشعب بالتطبيع الإسرائيلي، ولكنها دافعت عن نفسها مؤكدة أنها لم تدع إلي التطبيع وان ما نشر حول هذا الموضوع مجرد تحريف لحديثها، مشيرة إلي انها ذهبت إلي غزة لمساندة ومشاركة الفلسطينيين‏.

يسرا: لم ادع للتطبيع

نانسي والتطبيع

وكانت النجمة اللبنانية نانسي عجرم أعلنت رفضها القاطع للتطبيع ولكن بشكل عملي، حيث فوجئت هذا العام خلال مشاركتها في فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، بصحفية إسرائيلية تقف من بين الحضور قائلة: "أنا صحفية إسرائيلية وأود أن أنقل إلى نانسي محبة الشعب اليهودي وأرادت توجيه سؤال لها حول إمكانية غنائها في اسرائيل وفي تلك اللحظة ثار الصحافيون الأردنيون والعرب بالقاعة وطلبوا إدارة المهرجان طرد الصحفية من القاعة. وعلي الفور أعلنت نانسي أنها لن تجيب على السؤال وكأنها لم تسمعه، مؤكدة ارتباطها بعروبتها ورفضها للتطبيع مع اسرائيل